فَلَمَّا وَجَدَتْهُ مُصَاحِبَتُهُ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ الشَّدِيدَةِ ذَهَبَتْ إِلَى قَوْمِهِ وَطَلَبَتْ مِنْهُمْ رَغِيفًا وَمَا كَانُوا أَنْ يُؤْتُوهَا هَيَاكِلُ الظُّلْمَ ….. دَخَلَتْ إِلَى الَّتِي كَانَتْ أَشَرَّ نِسَآءِ الأَرْضِ وَأَبَتْ أَنْ تُعْطِيها رَغِيفًا إِلَى أَنْ أَخَذَتْ مِنْهَا مَا أَرَادَتْ …….. وَجَاءَتْ إِلَى العَبْدِ بِرَغِيفٍ وَلَمَّا الْتَفَتَ إِلَيْهَا وَجَدَ شَعَرَاتِهَا مَقْطُوعَةً، إِذًا صَرَخَ فِي سِرِّهِ وَبِذلِكَ أَصْرَخَتِ السَّمواتُ وَالأَرْضُ وَقَالَ يَا أَمَةَ اللهِ …. لِمَ قَطَعْتِ شَعَرَاتِكِ الَّتِي جَعَلَها اللهُ زِينةَ جَمَالِكِ قَالَتْ يَا أَيُّوبُ كُلَّما طَلَبْتُ مِنْ قَوْمِكَ رَغِيفًا لأَجْلِكَ فَأَبَوا كُلُّهُمْ إِلَى أَنْ دَخَلْتُ فِي بَيْتِ أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ اللهِ وَسَئَلْتُها بِرَغِيفٍ مَنَعَتْ عَنِّي إِلَى أَنْ أَخَذَتْ شَعَرَاتِي…..يَا أَيُّوبُ فَاعْفُ عَنِّي وَلا تَأْخُذْنِي بِذَنْبِي…. وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ مَا قُضِيَ وَحَزِنَ بِشَأْنٍ كَادَتِ السَّمواتُ أَنْ يَتَفَطَّرْنَ وَتَنْشَقُّ أَرْضُ الْحِلْمِ وَيَنْدَكُّ جَبَلُ الصَّبْرِ إِذًا وَضَعَ وَجْهَهُ عَلَى التُّرابِ وَقَالَ ربِّ قَدْ مَسَّنِي الضُّرُّ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ …. وَإِنَّكَ كُنْتَ بِعِبادِكَ رَحِيمًا، فَلَمَّا سَمِعْنَا نِدَآئَهُ أَجْرَيْنَا تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُمْنَى عَيْنَ عَذْبٍ سَائِغٍ مَفْرُوتًا وَأَمَرْنَاهُ بِأَنْ يَغْمِسَ فِيهَا وَيَشْرَبَ مِنْهَا فَلَمَّا شَرِبَ طَابَ عَنْ كُلِّ الأَمْرَاضِ …. بِحَيْثُ أَمْطَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ جَبَرُوتِ الغَنَآءِ مَا أَغْنَاهُ عَنْ كُلِّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ جَمِيعًا، وَقَرَرْنَا عَيْنَاهُ بِأَهْلِهِ وَوَفَّيْنَا لَهُ مَا وَعَدْنَا الصَّابِرِينَ فِي أَلْوَاحِ قُدْسٍ مَحْفُوظًا….. وَأَرْفَعْنَا بِهِ الخَاضِعِينَ وَأَهْلَكْنَا الَّذِينَ هُمُ اسْتَكْبَرُوا عَلَى اللهِ وَكَانُوا فِي الأَرْضِ شَقِيًّا، وَكَذلِكَ نَفْعَلُ مَا نَشَآءُ بِأَمْرِنَا وَنُوَفِّي أُجُورَ الصَّابِرِينَ وَنُعْطِيهِمْ مِنْ خَزَائِنِ القُدْسِ جَزَآءً مَوْفُورًا،